في رثاء نورس الشعر المرحوم د. عبد المولى البغدادي
.قصيدة رثاء في الدكتور عبد المولى البغدادي رحمه الله تعالى وهي من بحر الوافر الخليلي......مَقامُ الحِبِّ فِي وسطِ القلوبِ**وفِي فَلَكِ القصائدِ والدُّروبِوَقَفْتُ على القَصِيدِ وَلَا قَصِيدٌ**كَما وَقَف الغَريبُ لدى الْغَريبِأَيَا مُزنَ القَوافِي هَل بِفيضٍ**عَلى عَهْدٍ تَولّى فِي الْغُيوبِوذِي الأحْجارُ تَشرُفُ بانتسابٍ**إِلى جَنبِ المُعَظّمِ وَالأدِيبِأَبَغْدَادِي رثاؤك فِي بلادي**يُجَدّدُ حُزْنَهَا نَوْحُ الخَطِيبِكَتَبْتَ نَشِيدَها رَاياتِ بِيضٍ**تَلُمَّ الشَّمْلَ فِي زَمَنِ الْحُرُوبِفَلَمْ تَشْغُلْه ليلى أوْ رَبابٌ**بِفَرْعٍ طَالَ أوْ كَفٍّ خَضِيبِسِوَى (لبياه) يَنْظُرُ في هَوَاها**جَمالَ الكَوْنِ فِي الأفُقِ الرَّحِيبِفَعِشْ بِسمائِهَا بِجَمِيلِ لَحْنٍ**يُبَدِّدُ مَا بِأرضِي مِن نَعِيبِفَأنتَ عَرُوسُها فِي كُلِّ نَادٍ**لِتُحيِي الطِّيبَ فِي بَلَدِ الطُّيُوبِوَأَنْتَ (مُوَطَّأ) لِلْحُبِّ يُرْوَى**بِإِسنَادِ الْحَبِيبِ إِلَى الْحَبِيبِجَعَلْتَ الشِّعْرَ فلسفةً تناجي**لبابَ الرُّوحِ والعقلِ اللبِيبِجَعَلْتَ الشِّعْرَ أغنيةَ الحياة**وَإِكسيرَ المَواجِعِ وَالنُّدُوبِجَعَلْتَ الشِّعْرَ للضحكاتِ ساحًا**بِمُختلَفِ النَّوادِرِ وَالضُّروبِتَفَرَّدَ وَقْعُهُ بِفَرِيدِ فِكْرٍ**كأنّ السِّحْرَ يُنْفَثُ في الْقُلُوبِوَصَمْتُكَ لِلْوَرَى يَرْوِي قَصِيدًا**يُمَرِّرُ صَفْحَةَ الْخَطْبِ الْعَجِيبِلِتَنسُجَ مِن خيال الفنّ حُسنا**تَهِيمُ بِحُسْنِهِ أُذُنُ الطَّرُوبِفَشِعْرُكَ وَاحَةٌ للْعِشْقِ تَشْفِي**فُؤَادًا مَسَّهُ لَفْحُ اللهِيبِتُرَقِّصُ حَرْفَه بَوِجِيبِ نَبْضٍ**فَمَنْ ذَا لْلمُرَقَّصِ وَالوَجِيبِ!؟شبَابٌ دَائمٌ لا طَيْشَ فِيه**يُندِّدُ بالكُهُولَةِ والْمَشِيبِفَخرَّجَ فِي سمَاءِ الشِّعرِ جِيلا**يَمُدُّ شُعاعَ شمسٍ فِي الْمَغِيبِشَغَلْتُ (بِنَوْرَسِ الأشْعَارِ) وَقتِي**فَأهدَانِي لُحُونَ الْعَنْدَلِيبِفَنِلْتُ كَرَامةً وَنَشَرْتُ شِعرِي**عَلى عِلَلِ الْمُجَرِّبِ والْعُيُوبِفَكَانَ مِدادَ مَحْبَرتِي وَكفِّي**تَهُزُّ أنَاملَ القولِ الرَّهيبِفَمَهَّدَ دَرْبَ أمْثَالي بِقَوْلٍ**أَرَانَا رَوْضَ مَبْعَثِهِ الْقَشِيبِبِقَوْلِكَ (شَاعرٌ) أسَّسْتَ نَهْجًا**يُعارِضُ سَيفَ مُنْتَقِدٍ رَقِيبِفَمَنْ للنَّاشِئينَ سِوَاكَ هَدْيٌ**وَخَطْوُ سِراجِهِمْ نَحْوَ الغُرُوبِ***وَمُحْتَال رَأَى فِي السَّقمِ كَسْبًا**لِذَا خَانَ المريضَ معَ الطبيبِتَصَدَّرَ أَزْمَةً فازْدَادَ بَأْسًا**لَهيبُ ضِرَامِهَا قَبْلَ النّحِيبيُمنِّي مِنْ عُهودِ الزَّيفِ ثَكْلَى**وَمَا عَهْدُ المُخادِعِ وَالكذُوبِ!؟فَماتَ شُيوخُنا وَارْتدّ نَكْسًا**زَمانٌ، وَصْفُهُ (زَمنُ اللغُوبِ)شبابٌ هَمُّهُ غَمَرَاتُ لُجّ**فَيَهْلَكَ، أَوْ لِيَنجُو بِالهُرُوبِنُفوسٌ شوَّهَتْ فِينَا الجَمالَ**أَماتَتْ يَانِعَ الرَّوضِ الْخَصِيبِوَمَا مِنْ وَازعٍ يَقْضِي بَوَقْفٍ**لِمَهْزَلَةِ الْمَغَفَّلِ وَالْأرِيبِوَقَولُك (شَيْخَنَا) مَثَلٌ يَلُوحُ**لَدَى ذِكْرِ اللصوصِ مَدى الخُطُوبِ(وَلَكِنَّ اللصُوصَ بِغيرِ عَقْلٍ**وَلَا وَعْيٍ كُحُكَّامِ الشُّعُوبِ)د. علي البهلول حسنطرابلس- ليبيا
التعليقات